أول ما يسقط في الحروب.. وآخر ما يلتفت له من ضحاياها.. تنتظر في العراق طعنة جديدة قد تودي بحياتها في الخليج العربي كله؛ فالتأثيرات البيئية للحرب الدائرة الآن في العراق ستشمل كل مكونات البيئة من التربة والهواء والمياه وحتى طبقة الأوزون.. احتراق آبار البترول بكل ما تحويه من مئات المركبات السامة هو فقط أول الغيث.
فستتسبب تلك المركبات المتصاعدة مع الاحتراق في تسميم الهواء بعدد من الغازات مثل أكسيد الكبريت والنيتروجين وكميات كبيرة من المعادن والمواد مثل النيكل والهيدروكيدات. ويأتي كنتيجة مباشرة لذلك سقوط الأمطار الحمضية والمشبعة بتلك المواد السامة، التي بدورها ستؤثر على المزروعات والحيوانات والمياه الجوفية. ومن المتوقع أن تصل السحب المحملة بتلك المواد السامة حتى مناطق شرق أوروبا وعدد من دول شرق آسيا، إضافة إلى الدول المجاورة للعراق.
فقد امتدت تلك الأمطار في حرب الخليج الثانية (1991) إلى حوالي 1900 متر حول منطقة الاحتراق، حسبما أفاد التقرير الذي نشرته اللجنة القومية لحماية وتنمية الحياة البرية بالرياض عام 1993؛ حيث قامت القوات العسكرية العراقية حينها بإحراق ما يزيد عن 750 بئرًا بترولية في الكويت.