الدين يقول لك:

الدين يقول لك
يقدمها : فريد ابراهيم: صحفى بجريدة الجمهورية....

تهويد القدس.. سلوك طبيعي لإسرائيل يدعمه الضعف الإسلامي
المدينة عربية منذ الأزل.. لكن الباطل الصهيوني يفرض نفسه
أوباما ضحك علي المسلمين بكلام.. كذبه الواقع

عمر عبدالجواد

تهويد القدس وهدم المسجد الاقصي واقع نعيشه ساعة بساعة ويوماً بيوم ولا يواجه إسرائيل في هذا السلوك الطبيعي لها إلا العزل من المقدسيين المرابطين هناك.. لذا ليس غريباً ان يعلن نتنياهو ان القدس أرض إسرائيلية من حقه ان يبني فوقها دون ان يأبه لأي قوي عربية.
ويصبح السؤال: كيف ننقذ القبلة الأولي وما الطريق إلي فك اسرها في مثل هذه الظروف والتي يؤكد فيها التاريخ والجغرافيا والتركيبة السكانية ان القدس عربية منذ الأزل لكن الباطل الصهيوني يروج غير ذلك في الاعلام ويسعي حثيثاً علي أرض الواقع لتأكيد باطله.
المفكر الإسلامي د.إسماعيل الدفتار قال المصادر اليهودية قبل الإسلامية والعربية تشهد بعروبة فلسطين ومدينة القدس فقد اقام بها الكنعانيون قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام وذلك ما أكدته أعمال التنقيب البريطانية عام 1961 حيث أوضحت ان الوجود الكنعاني اليبوسي منذ 3 آلاف عام وذلك قبل ان تطأها قدما أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام أو يوجد يهود من الاصل وقد رحل من فلسطين سيدنا يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم إلي مصر عام 1620 قبل الميلاد ومكثوا في مصر ثم رحل بنو إسرائيل من مصر بقيادة سيدنا موسي عام 1250 قبل الميلاد من سيناء إلي فلسطين ومروراً بكافة الأحداث التاريخية يتبين ان القدس عربية الأصل ولم يتغير ذلك الاصل إلا بصورة عارضة لاحتلال أو غزو خارجي.
أضاف انه يشهد علي عروبة مدينة القدس كثافة الوجود العربي حيث لا يزيد عدد اليهود علي 2300 يهودي يقابلهم ما يزيد علي 35 ألف عربي يقاومون كافة وسائل الاستيطان وإزالة كافة الملامح الإسلامية والعربية بالمدينة ولكن إسرائيل علي يد رئيس وزرائها ذي الاتجاه المتشدد يأتي ليهدم الاتفاقات الدولية ويضع امريكا في مكانها اللائق ويكشف للناس جميعاً الوهم الذي عاشوه منذ سماع الخطاب التاريخي للرئيس الامريكي باراك أوباما بجامعة القاهرة الذي يتوجه به في بداية ولايته لمصالحة العالم الإسلامي معتذراً عما أقدم عليه سلفه الرئيس الراحل جورج بوش الابن مؤكداً علي ضرورة انهاء القضية الفلسطينية باعتبارها محور القلق في منطقة الشرق الأوسط.
أشار د. الدفتار إلي ان مدينة القدس أمانة في اعناق المسلمين فقد وصفها سبحانه بالقري المباركة في قوله تعالي: "وجعلنا بينهم وبين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة" كذلك فإن التعبير القرآني الوارد عن المسجد الأقصي بسورة الأسراء يفيد مباركة المكان المحيط به قال تعالي: "الذي باركنا حوله" أما تعبير الأرض المقدسة فلم يرد بالقرآن سوي مرة واحدة في سياق الحديث عن فلسطين كاملة قال تعالي: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم". بل ان مباركة الله لأرض فلسطين ثابتة قبل الوجود اليهودي علي وجه الأرض قال تعالي متحدثاً عن سيدنا إبراهيم: "ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين" يكفي ان مدينة القدس بها المسجد الاقصي مسري رسول الله وحراجه إلي السماء واحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا لها فقد روي البخاري ومسلم ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لما كذبتني قريش حين اسري بي إلي بيت المقدس جلي الله لي بيت المقدس فطفقت اخبرهم عن آياته وأنا انظر إليه".
المفكر الإسلامي د.بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر قال: ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد الرغبة الصهيونية في اثبات التمزق العربي والإسلامي وأنهم يملكون دغدغة المشاعر التاريخية بالتحدي الواضح لمكانة بيت المقدس في نفوس المسلمين والمسيحيين بالمنطقة باعلانه تبعيتها لإسرائيل مما يؤدي بعد ذلك منع دخولها لغير التابعين لإسرائيل وسط صمت عالمي يثير الشكوك والفزع للعمل بسياسة الكيل بمكيالين وعدم توحد السياسات داخل مجلس الأمن أو منظمة الأمم المتحدة التي سارعت بإعلان الاعتراف بإسرائيل كدولة عقب قيامها بدقائق وهناك دول إسلامية كالبوسنة منذ حصلت علي استقلالها من يوغسلافيا لا تعترف بها الأمم المتحدة كدولة مستقلة لها كيان دولي محترم.. وبالتالي علينا ان نتحرك عملياً بدعم أنفسنا ولا ننتظر دعم غيرنا. فبن جوريون قال ان اخراج القدس من السيطرة الإسلامية كان حلماً لليهود وصل إلي درجة الواجب المقدس.
أضاف: ان هناك تقريراً "استعمارياً" شهيراً معروفاً باسم تقرير بانرمان صدر عام 1907 أعلنه رئيس الوزراء البريطاني كامبل بانرمان مؤكداً ان الاستعمار الغربي رأي من المصلحة اقامة حاجز بشري بين شطري العالم العربي الذي يجمعه وحدة التاريخ والدين واللغة لإعاقة وحدة الأمة العربية فاتحادها سيمثل أكبر تهديد للمصالح الغربية في المنطقة لذلك كانت إسرائيل بمثابة الأسفين الذي وضعه الغرب لاثارة القلق بالمنطقة وامكانية التدخل في شئونها.
أوضح د.بكر ان العالم العربي والإسلامي عليه ان يدرك التوجهات الإسرائيلية والامريكية بالمنطقة خاصة في مجال التوسع الاستيطاني والاستعماري الصريح وبالتبعية فقد سقطت العراق علانية وسقط غيرها في الخفاء وإذا لم تدرك الأمة ان عليها واجب الحفاظ علي بيت المقدس باعتباره أحد الآثار الإسلامية ذات الاعتبار لا يقل في مكانته عن المسجد النبوي والحرم المكي واليقظة الإسلامية لا تأتي بالشعارات ولا الخطب وإنما بالتعاون في المجالات المشتركة قال تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان واتقوا الله" لكن للأسف العالم العربي منقسم علي نفسه واتفاقه علي قرار حلم بعيد.
د. عبدالغني محمود استاذ القانون الدولي العام بجامعة الأزهر قال: عملية الضم التي اعلنها بنيامين نتنياهو في أمريكا لمدينة القدس كعاصمة ابدية لإسرائيل تعارض القواعد الدولية الآمرة بعدم جواز ضم الأرض بالقوة وغير ذلك من مباديء الأمم المتحدة وقواعد العلاقات لاستقلال البلدان والشعوب المستعمرة عام 1960 ومع الاعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 وكذلك مع تصريح التعايش السلمي واتفاقيات جنيف الصادرة عام 1949 ثم اعقبت ذلك اتفاقيات ثنائية بين طرفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي امتدت لسنوات طويلة برعاية امريكية وبريطانية واسبانية وفرنسية وعربية يصل عددها ما لا يحصي علي مدي تعاقب الحكومات الإسرائيلية المختلفة والقضية لا تزال عند نقطة البداية بل تتأخر درجات بدلاً من التقدم ولو بخطوة واحدة تعطي الأمل في الغد وامكانية قبول التفاوض.
أضاف: ان هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة باعتبار ان المصلحة المشتركة هي اللغة التي تسيطر علي العالم الحاضر بحيث تتحكم في مصائر الشعوب باعتبارها وسائل ضغط لتمرير القرارات السياسية حتي ان لم تكن مقبولة فامريكا رغم اعلان قيادتها الجديدة للإنهاء الفوري للقضية الفلسطينية إلا أننا لم نلحظ تقدما بل وصل الأمر للاستفزاز العلني والواضح لمشاعر العرب والمسلمين بالاعلان الاحادي الجانب بضم مدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
أشار د.عبدالغني محمود إلي أهمية التحرك الشامل من جهة المنظمات الإسلامية والعربية باثارة القضايا امام مجلس الأمن بعد الاقناع الفردي للدول دائمة العضوية بالقضية والحق الفلسطيني مع استخدام وسائل الضغط المتاحة باعتبار ان ذلك لغة عالمية وفي ذات الوقت نقوم بتفعيل الوحدة والتعاون المشترك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم" وقال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالحمي والسهر".
المفكر الإسلامي د.عبدالحليم عويس قال: سوف تستمر إسرائيل في غطرستها تجاه المسلمين بممارسات استيطانية في ظل صمت المجتمع الدولي وضعف الاداء العام الإسلامي وهو ما أشار إليه الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال: توشك ان تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها فقال الصحابة أمن قلة نحن إذن يا رسول الله قال بل كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة لكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت. وهذا هو الحادث في زماننا هذا حيث نتصارع حول اسباب المال والفوز بجمعه حلالاً كان أم حراماً وانتشرت الفنون الهابطة التي تستغرق الملايين رغم ان الدعوة الإسلامية تفقد ابسط وجوه الدعم وبالتالي فتحنا باباً عريضاً لصرف الشباب عن قضايا الأمة الرئيسية واتحدي ان يكون هناك شاب جامعي يعرف شيئاً عن القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد في ظل الاختراق الثقافي المسيطر وانتشار للفساد المؤدي إلي البطالة مما اوجد فراغاً لدي الشباب ولم تسرع الدول العربية والإسلامية بشغل ذلك الفراغ بالقضايا القومية والنفس ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
أضاف: يجب ان يتم اضافة مادة دراسية ضمن المقررات المنهجية حول ابعاد القضية الفلسطينية حتي لا تضيع القضية في أذهان الاجيال القادمة الذين سيحملون امانتها بلا شك فالحل السلمي التفاوضي لها في الوقت الحالي والمستقبل مستحيل في ظل ادارات إسرائيلية تلعب علي كسب اصوات انتخابية بالزيادة في التطرف وليس هناك أكثر من الاعلان بأن المدينة القدس العربية الاصل والتاريخ عاصمة أبدية لإسرائيل.
أوضح د.عويس ان الاثرياء المسلمين عليهم واجب بالجهاد بأموالهم العريضة في انشاء قنوات شرعية مع الاعلام الغربي للترويج للحق الفلسطيني وممارسة وسائل ضغط مختلفة بتكوين ائتلاف متكامل لدي صناع القرار العالمي لإبراز الحقوق العربية والإسلامية بفلسطين وتبني الحركات العلمية ودعم التكامل الصناعي والتجاري بين دولهم لنبذ الفرقة والاختلاف واظهار القوة الغائبة لدول العالم العربي والإسلامي.

شكرا على الموضوع ويارب انصر المسلمين

شكرا لمرورك

شكرا على الموضوع الرائع

العفو
شكرا لمرورك الرائع