عـدا أنهم في الروح .. صـلّوا وأخبتـوا
نأوا مثلما جـاؤوا .. وكالـريح أفلتـوا
وكالليل .. لا يقضـي حـوائج أهــلهِ
أضـاءوا الحنايا .. ثمّ كالليـل أنصتـوا
مضوا كالنّدامى .. كيف خلّوا كؤوسهم ؟
هنا .. يظمأ الغـاوون .. يدمى التـلفّتُ
أذابوا وذابوا .. ربمـا ضـمّـدوا بـنا
جراحاً .. وهـل يشفى من الجـرح ميّتُ
وقفنا على باب النهـايات .. تهـمـةً
فلا الحـلم مرجـوٌ .. ولا السيف مصلتُ
تألّـوا علينا ، يعلــم الله ، لو سُقـوا
مـن الحـبّ سقيـانا ... لكالماء أنبتـوا
ومهما عصينا القـلب فيهم .. تسـلّلوا
عسـى الله يمـحـو ما يشـاء ويثبـتُ
لياليـهمُ العطـر الـذي هزّ شجونـا
ومازال همـس العطـر يعـلو ويخـفتُ
وهـا نحـن أسلمنا الحـكايا .. لحـزنها
ويبقى حديث الصمت .. والصمت أعنتُ
ســرائرنا كالـورد .. في كـل لفتةٍ
يعـزُّ عـلينا أن نرى العـمـر يبهـتُ
سننسى أجــل .. إنما يكبر الشجـى
ونشدو عسـى .. معظم الشــدو يفلتُ
همُ العشـق لا نرجـو سـواهم لغيـنا
فهـل ثمّ رشــدٌ ... والحـنايا تفتّـتُ
ضـلالٌ به سـقـنا المـنايا لحتفـها
وليت الـذي تهـذي به الروح يسكتُ