قبل أن يمتلئ الخزان ماء’’

قبل أن يمتلئ الخزان ماء’’
أنا هذه الكلمة الرائعة والتي تربينا على الخوف منها
مع أنها هي من ستنجينا في الدنيا والآخرة .. سنتكلم عنها لتصبح هي الكلمة المحببة لدينا
,’

لماذا نخاف من كلمة "أنا"
نخاف من هذه الكلمة منذ زمن بعيد فقد خوفنا منها الكثير
حيث تناولها البعض بأنها كلمة تعني الأنانية وكلمة تعني التفاخر وكلمة تنافي الإخلاص والتواضع ..!
فهي كلمة قالها إبليس "أنا خير منه" .. وقالها النمرود "أنا أحي واميت" .. وقالها فرعون "أنا ربكم الأعلى"
لهذا كله اعتبرت هذه الكلمة كلمة إبليسية .. لا ينطقها إلا متفاخر أو اناني أو محب للظهور
فصرنا نقول عنها أنا الشريرة .. ولا نكاد ننطقها حتى نتبعها أنا ونعوذ بالله من كلمة أنا
,’

موقف الشريعة من كلمة "أنا"
إن المتأمل لهذه الكلمة والباحث فيها سيجد أنها كلمة ذكرت في القرآن قرابة 66 مرهـ .. 60 مرهـ بصيغة إيجابية
فهي كلمة قالها الله عز وجل "إنني أنا الله " .. وقالها جبريل عليه السلام "أنا رسول ربك"
وقالها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم " أنا سيد ولد آدم في الجنة ولا فخر..."

وفي قصة سيدنا سليمان حين قال من ياتيني بعرش بلقيس (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك)
ومع أن العفريت لم يفعل شيء حيث ان الذي جاء به هو من آتاه الله العلم
لكن القرآن ذكر العفريت ليحثنا على المبادرة وعلى أن نقول أنا

وهي الكلمة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخرجها من اصحابه ويربيهم عليها فمثلا حين قال من يحمل هذا؟ اي السيف
فتسابق الصحابة وقالوا أنا أنا أنا كما في نص الحديث

وفي غزوة الأحزاب أعظم مثال لذالك فمن المعروف أن حذيفة رضي الله عنه كان هو من يقوم بمهمة الاستخبارات في كل الاوقات
فهو رجل الاستخبارات الاول مع هذا لم يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم له الأمر بالذهاب للإستخبار عن أحوال المشركين
وإنما قال الرسول من ياتيني بخبر القوم ويكون معي يوم القيامة
مع ان الجميع يعلم أنها مهمة حذيفة إلا ان الرسول يعلم اصحابه المبادرة ليقولوا أنا
,’

"أنا" الثلاثية
هنا ساقسم كلمة أنا لثلاثة اقسام
القسم الأول أنا الثقة وهي من أهم الأنواع أن تقول أنا لتبرهن ثقتك بنفسك
ومثال لذلك حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"

القسم الثاني أنا الاعترافية وهي تقال حين يريد الإنسان الإعتراف بشيء ما
مثال ذالك حين قال نبينا موسى "فعلتها إذا وأنا من الضالين"

والقسم الثالث أنا المبادرة وكمثال لها ذكرنا قصة عفريت سليمان سابقاً
,’

بين ثقافتين "أنا" و "هو"
إن المتأمل الجاد لهذه الثقافتين لوجد أن الاولى هي النجاة والثانية هي الهلاك
من سبب هذا يقال "هو" .. ومن فعل هذا يقال "هو" .. ومن الذي سينقذنا يقال "هو"
هذه هي الثقافة التي جعلت من طوائف تنتظر المهدي فـ"هو" المنقذ
وطوائف تذهب إلى الولي في قبره فـ "هو" من سيساعد .. وطوائف تنتظر المسيح فـ "هو" من سينتصر
وطوائف تصلي وتعبد وتدعوا فقط وتنتظر أن يهلك الله إسرائيل بزلزال أو بمطر أو بركان في غياب ثقافة أنا
وهنا يتضح لنا أهمية ثقافة أنا فحين غابت هذه الثقافة ظهرت ثقافة "هو"
ثقافة أنا تعني إعقلها وتوكل أما ثقافة هو فتعني التواكل
إذا فثقافة أنا هي من ستنجينا من هذا الوضع كما ستنجينا يوم القيامة حين يذهب الناس إلى الأنبياء فيسألونهم ان يشفعوا لهم
فيرفض الجميع إلا سيد الخلق فيقول أنا لها
,’

شعـر
لـ أحمد مطر
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة..
أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة..
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
,’

قصـة
ملك أراد أن يختبر مدى حب شعبه له
فطلب أن يأتي كل واحد من شعبه ويضع إبريق عسل في خزان القصر استجاب الشعب
ولما انتهوا جاء ليرى الخزان فوجده ممتلئ بالماء فقط ..!
لأن كل واحد فكر بأن البقية سيأتي بعسل وأبريقه لوحده لن يؤثر كونه من الماء .!! في غياب ثقافة أنا
,’

لنحيي ثقافة أنا قبل أن يمتلئ الخزان ماء

...

شكرا جدا على الموضوع الرائع

مشكور على الموضوع الرائع

شكرا لكم على الردود